Breaking News

جان دارك العربية سليمة بنت جعفر من اغرب القصص الي سمعتها في حياتي


جان دارك العربية سليمة بنت جعفر




الجميع سمع عن القديسة الفرنسية الشهيرة جان دارك.. لكن لا أحد سمع عن الشهيدة العربية الأندلسية سليمة بنت جعفر.. هي حفيدة أبي جعفر الوراق الغرناطي، الذي كان مولعا بالكتب ويهوي جمعها وبيعها «ومن هنا أخذ لقبه: الورّاق».
وكانت سليمة طفلة حين استولي القشتاليون، ومعهم محاكم التفتيش، علي غرناطة أحبت الكتب مثل جدها أبي جعفر الذي رباها بعد أن قتلت محاكم التفتيش أباها.. ورثت كثيرا من كتب جدها..
وشهدت في طفولتها محرقة الكتاب في ساحة باب الرملة التي راح ضحيتها أكثر من 100 ألف مجلد من الكتب العربية واﻻسﻻميه كانت سليمة من نساء غرناطة العالمات في شتى العلومة خاصة الطب، وجعلت من غرفتها معملًا لإنتاج الدواء لتطبيب المرضى، وهو ما جرّ عليها تهمة السحر أمام محاكم التفتيش التي نشأت في الأندلس بعد سقوطها، اتهمتها المحكمة إلى جانب ذلك بأنها حملت من الشيطان وذلك لأن زوجها سعد المالقي "الذي اجبروه على تغير اسمه إلى كارلوس مانويل بعد تنصيره" كان غائبًا أثناء حملها من ابنتها عائشة، وبالفعل كان زوجها هاربًا من السلطات لأنه كان من المجاهدين الذين يحاربون من أجل الأندلس بعد سقوطها، لكنه كان يتردد إلى بيته سرًا، ولم تشأ سليمة أن تفضح سرّ زوجها، لذلك كانت تدعي دائما أنهم على خلاف وأنه هرب وتركها، ومن التهم التي وجهتها محاكم التفتيش إلي سليمة أيضًا "تهمة الطيران ليلًا في الهواء" ! وهي تهمة كانت توجه للساحرات
وسيقت إلي محاكم التفتيش، وكان يرأس المحكمة قاض لاهوتي واثنان من المحققين المؤمنين برأي الكاثوليكية في تعذيب وإحراق السحرة.. وصدر عن المحكمة هذا القرار «المحفوظ في مكتبة الإسكوريال»: «إنه في عام سبعة وعشرين وخمسمائة وألف من ميلاد المسيح، وفي يوم الخامس عشر من شهر مايو وبحضورنا نحن: أنطونيو أجابيدا القاضي بديوان التحقيق، وألفونسو ماويرا، المحقق، وميجبل أجيلار المحقق في الديوان العام، بدأ التحقيق فيما شاع ونما إلي علمنا من أن «جلوريا ألفاريز» واسمها القديم سليمة بنت جعفر، تمارس السحر الأسود، وتحوز في بيتها ما يدعو إلي الشبهة من بذور ونباتات وتراكيب تستخدمها في إيذاء الناس.
ودوهم بيت سليمة «أوجلوريا» وتم الاستيلاء علي كتبها ومعملها.. وسُئلت سليمة هل تؤمنين بالشيطان، فردت: «لا أعتقد أن للشيطان وجودا، وكل ما يحدث للناس مرده إلي مرض الجسد أو العقل».. وعلق القاضي الكاثوليكي بقوله: «إن تهمة إنكار الشيطان - وحدها - كافية لحرقها بعد تعذيبها لشفاء روحها».. ثم عاد القاضي فسألها: «هل تسري في الليل عبر المسافات علي ظهر دابة تطير».. فكان جوابها: «أنا لم أسمع أن بشرا حدث له ذلك سوي محمد نبي المسلمين، الذي حملته دابة مجنحة من مسجد مكة إلي مسجد في القدس» فسألها القاضي: «هل حدث ذلك فعلا؟» فقالت: «لقد تَعمّدت وصرت نصرانية» فقال القاضي موجها الحديث للحضور: «لقد تَعمّدت، لكنها لم تتخل عن دينها المحمدي، وفي هذه الحالة يكون تعاملها مع الشيطان مقصودا به الإضرار بالكنيسة الكاثوليكية والدولة».
ثم نطق القاضي بالحكم: «اجتمع المجلس الموقر من علماء اللاهوت، وبعد المناقشات والمداولات توصلنا إلي أنك المدعوة جلوريا ألفاريز، وكان اسمك قبل التعميد سليمة بنت جعفر، توصلنا إلي أنك كافرة.
عُرّيت سليمة أو جلوريا.. وجري «تشويه» ثدييها، وهي معلقة من رجليها وسال دمها.. وأشعلت الأخشاب تحت رأسها المعلق وتم حرقها.
أحرقت في المكان الذي أحرقوا فيه كتب جدها وهي طفلة صغيرة في الأندلس، وفي الطريق إلى المحرقة كانت تتقدم بكبرياء وثبات حتى لا يتشفى فيها أعداؤها.. رحمها الله .

ليست هناك تعليقات